الثلاثاء، 24 يناير 2017

شهداء وجرحى في الشوارع

عددٌ منَ الشهداءِ وحواليْ أربعينَ جريحًا خمسةٌ منهم في حالِ الخطرِ الشديد , حصيلةُ الإنفجارِ الذي هزَّ مخيمَ الشابورةِ وسطَ مدينةِ رفحَ جنوبَ قطاعِ غزةَ ..مشهدٌ ألقَى بظلالِه على الوضعِ في القطاعِ برمَّتِه.. الانفجارُ الذي أدّى الى تضررِ عددٍ منَ المنازلِ المجاورةِ في الحيّش المكتظِّ بالسكان ...أفقدَ عائلةَ أبو نقيرة أربعةً منْ أبنائِها منْ بينهم عبدُ الرحمن القياديُّ في كتائبِ القسام.. وقدْ أعادَ ما جرى إلى الذاكرةِ أجواءَ العدوانِ الأخيرِ على قطاعِ غزةَ كما يؤكدُ هؤلاءِ المفجوعونَ بما جرى..سيّما في ظلِّ المعلوماتِ التي تؤكدُ أنَّ الانفجارَ ناجمٌ عنْ صاروخٍ منْ مُخلفاتِ الاحتلالْ.. مايزيدُ منْ صعوبةِ معالجةِ مثلِ هذهِ الاوضاعِ هوَ عدمُ توفُّرِ الإمكاناتِ البشريةِ والماديةِ اللازمةِ مايجعلُ حياةَ الكثيرِ منْ أهالي القطاعِ في خطرٍ دائم..

الموت بالحرق

قبلَ ثمانِ سنواتٍ تُوفَّيَ طفلانِ بعدَ حريقٍ إلتهمَ جسديْهِما، بينَما اُصيبَ حسين بهذهِ الحروق، ومنذُ تلكَ اللحظةِ لمْ تتوقفْ فصولُ المعاناةِ لدى العائلةِ المكلومةِ ، معاناةٌ أخذتْ شكلاً جديدًا في رحلةِ علاجِ الناجي الوحيدِ منَ الحريقِ الذي جعلَه حبيسَ المستشفياتِ لسنواتْ. أمرٌ دفعَ الأبَ إلى بيعِ نصفِ منزلِه وكثيرًا منْ مُقتنياتِه ، لدفع ِ مُتطلـّباتِ العلاجْ . شكري لافي / والد الطفل . وفي ظلِّ الحالةِ النفسيةِ الصعبةِ التي يعيشُها الطفلُ ذو الأربعَةَ عشرَ عامًا وعدمِ تأقْلُمِه معَ زملائِه، اضْطـُّرَّ والدُه لنقــْلِه إلى مدرسةٍ خاصّهةٍ علّها تُخرجُه منْ حالةِ العزلةِ التي يعيشُها . وأمامَ سنواتٍ طويلةٍ منَ العلاجِ الذي وصفتْهُ العائلةُ بالمؤقتِ تؤكدُ والدةُ حسين أنّه في ظلِّ الإمكاناتِ المتواضعةِ في مستشفياتِ القطاع ِ باتَ أمرُ علاجِه في الخارجِ مطلبًا ملحّاً للعائلَة . وأفادت والدة الطفل أم حسين لافي حالةُ اليأسِ التي يعيشُها الطفلُ اليومَ ، باتتْ تشكلُ خطرًا على حياتِه، في ظلِّ تخوُّفِ العائلةِ ممّا يُمكنُ أنْ يقدمَ عليهِ الطفل .

رفح وبؤس الكهرباء

حالة ُ الإحباطِ التي أصابتِ المواطنينَ جراءَ أزمةِ الكَهرباءِ المُتفاقمةِ دفعَتْهم للخروج ِ وبعفويةٍ في مناطقَ مُتفرقةٍ من مدينةِ رفح جنوبَ القِطاع , فالمئاتُ من المواطنينَ جابوا شوارع َالمدينةِ وصولا الى ميدان ِ الشّهداءِ وسط َ رفح وعلى بعدِ أمتار ٍ قليلةٍ من مَقرِّ شركةِ الكهرباءِ بالمدينةِ مُطالبينَ بإنهاءِ الأزمة . المواطنونَ ندّدوا بحالةِ العَجز ِ عن ايجادِ حلول ٍ لأزمةِ الكهرباء فيما صبّوا جامَ غضبِهم على المسؤولينَ في غزة والضفةِ نَظراً لتذرعِهم الدائم ِ بتكرار ِ أعمال ِ الصيانةِ في مَحطةِ الكهرباءِ المصرية المُغذيةِ لخطوطِ رفح . ومع تواصل ِ خروج ِ المُظاهراتِ لليوم ِ الثالثِ على التوالي يَتخوّفُ البعضُ من أن تَصِلَ الأمورُ الى مرحلةٍ لا يُمكِنُ السيطرة ُ عليها , في ظِلِّ تَصاعدِ حالةِ الغضبِ وازديادِ أعدادِ المُشاركينَ في تلكَ المسيراتِ بشكل ٍ مَلحوظ . ويُؤكّدُ مُحللونَ أنَّ خروجَ المواطنينَ عن المألوفِ في التعبير ِ عن رفضِهم سيُجبرُ مُتّخذي القرار ِ على سرعةِ الاستجابةِ لتلكَ المطالبات.

شارع الموت

هو آخرُ الحوادثِ في شارع الموت , لكنّه لن يكونَ الأخيرَ بالتّأكيدِ فالشارعُ الغربيُّ المُمتدُ لسبعةِ كيلومتراتٍ بينَ مدينتَيْ رفح وخانيونس جنوبَ القطاع ِ يُعتبَرُ المَسلكَ الأكثرَ استخداماً للمركباتِ بينَ المدينتَيْن , لكنَّ الأمورَ تبدو مُرشّحة ً لحوادثَ أخرى في ظِلِّ افتقادِ الطريق ِ إلى أعمدةِ الإنارةِ التي يَنعدِمُ وجودُها في أجزاءٍ كبيرةٍ من الشارع . فى الشارع المراد اضاءته المواطنونَ أكدوا أنَّ هذا الشارعَ باتَ خارجَ حساباتِ المسؤولينَ المُنشغلينَ برصفِ وإضاءةِ طرقاتٍ أخرى تقِلُّ أهمية ً عن هذا الشارع ِ المُهمّشِ مطالبينَ بضرورةِ وَضْعِهِ ضمنَ مشاريع ِ التّطوير ِ خلالَ الفترةِ القادمة . مواطن . اما بلدية ُ رفح فقد تنصّلَتْ منَ المَسؤوليةِ بالقول ِ إنَّ الجزءَ غيرَ المُضاءِ من الطريق ِ يَقعُ في نطاق ِ مسؤولياتِ بلديةِ خانيونس. وافاد صبحي رضوان / رئيس بلدية رفح . بعدَ أربع ِ سنواتٍ من تَوسيع ِ أجزاءٍ من هذا الشارع ِ يَتساءَلُ مواطنونَ عن الوقتِ الذي تُوضَعُ فيه خطة ُ إضاءَتِه على طاولةِ الجهاتِ المَعنيّة

إغضبْ مِنْ أَجلِ فِلسطين

إغضبْ مِنْ أَجلِ فِلسطين.. عُنوانُ حَمْلةٍ أَطلقَها شُبّانٌ فِلسطينيونَ عَبْرَ مَواقعِ التّواصلِ الاجتماعيّ, حَمْلةٌ تَجاوزتْ حُدودَ الوَطنِ لِتَصلَ إلى دُولٍ عَربيّةٍ وإسلاميّة, مِنْ خِلالِ تَسجيلاتٍ مُصوّرةٍ وهاشتاج ومَنشوراتٍ دَاعمةٍ لانتفاضةِ القدسِ الحَاليّة. الشاب محمد منصور داخلَ غرفنه في مُخيّمِ يبنا جنوبَ مَدينةِ رفح يَقومُ هؤلاءِ الشبّانُ بتَجهيزِ التّسجيلاتِ المُصوَّرة , مُتّخذينَ مِنْ بَعضِ الإمكاناتِ المُتواضعةِ سَبيلاً لِرفعِ صَوتِهم عَاليّاً, مُطالبينَ بِضَرورةِ دَعمِهم لِتَطويرِ أَعمالِهم مِنْ أَجلِ الوُصولِ إلى مُنتجٍ مُصوّرٍ يُقدمُ بجَودةِ أَفضلَ مِنْ حَيثُ الفِكرةُ والمَضمون. ناشطونَ طالبُوا بتَرجمةِ تلكَ الأعمالِ والهاشتاجات وما ينشرُ مِنْ خلالِها إلى عِدّةِ لُغاتٍ لِتَصلَ إلى أكبرِ عَددٍ مُمكنٍ مِنَ المُتابعينَ في الدّولِ الأوروبية. تلك الأفكارُ الشبابيّةُ تَلقى إقبالاً مشهوداً بالتّزامنِ معَ مَا يَقومُ به الشبّانُ المَقدسيونَ مِنْ عَمليّاتٍ بُطوليّة الأمرُ الذي أعطاها زَخماً وقوة.

تسنيم الجمل والرسومات

ببصمةِ إصبعِها وبقليل ٍ منَ الألوان ِ تَملأ ُ الطالبة ُ تسنيم الجمل لوحاتِها من خلال ِ تلكَ الرّسوماتِ بِالألوان ِ المائية , فطفلٌ يحملُ حجارة .. وشابٌ يَتوشّحُ كُوفيه , وفتاة ٌ يَبدو في عينَيْها الغضب , والكثيرُ منَ اللوحاتِ التي ستُشكّلُ بداية َ معرض ٍ تحلمُ الفنانة ُ الشابة ُ أن يَكتمِلَ خلالَ الأسابيع ِ القادمة .
أما عن باليتا .. المبادرة ُ الشبابية ُ لِفنانينَ آخرينَ فقد اختاروا جدرانَ المُخيماتِ لِيجسّدوا عليها لوحاتِهم الفنّية َ التّضامنيّة , والتي أكّدوا أنها ستكونُ واحدة ً من عددٍ منَ الرسوماتِ الفنيةِ التي سترى النورَ قريبا جلُّها تتحدّثُ عن أبطال ِ عملياتِ الطعن. وأمامَ أحداثِ انتفاضةِ القدس ِ المُتسارعةِ يَحرصُ الفنانونَ على مُواكبةِ هذهِ الانتفاضةِ بما يَليقُ بِها وبأبطالِها, فلطالما كانَ دورُ الفنان ِ جنباً إلى جنبٍ مع المُقاتل ِ بِسلاحِهِ بحسبِ رأيهم. دوماً كانَ الفنانُ الفلسطينيُّ يُثبتُ مدَى تَفاعلِه مع قضايا شعبِهِ على مرِّ سنواتِ الثورةِ الفِلسطينيةِ والانتفاضةِ تلوَ الانتفاضة .

الشيخ زياد ابو هليل وكلمته الشهيرة بهمش

الشيخ زياد أبو هليل السبعنيُّ الذي وقفَ أمامَ جنودِ الاحتلال
وهم يُطلقونَ النارَ باتجاهِ المواطنينَ وعندَ رَدِّهم بأنَّ الشبابَ يُلقونَ الحجارة .. أجابَهم بهمش، ومنذ ُ ذلك َالحين ِ لم تعدْ تلك الكلمةُ حبيسةَ مواقع ِ التواصلِ الاجتماعي وهاشتاجاً للمغردينَ فحسب ولكنّها تجاوزَتَ ذلكَ لتكونَ مُلصَقاً يُزيّنُ زجاجَ السياراتِ والدراجاتِ النارية َ في حملةٍ أطلقَها صاحبُ مَحلٍّ لكمالياتِ السياراتِ بمدينةِ رفح .
الحملة ُ شهدَتْ إقبالا كبيرا من عَدَدٍ منَ السائقينَ والناشطينَ رغمَ قِصَر ِ مُدةِ إطلاقِها , فباتَتْ تلكَ الكلمة ُ مَطلباً لعددٍ آخرَ من السائقينَ الذينَ أزالوا بعضَ العباراتِ واستبدلوها بهذا الهاشتاج واسع ِ الانتشار . مختصونَ أكّدوا ضرورة َ دعم ِ هذهِ الافكارِ والكلماتِ القصيرةِ إعلامياً و التي تتجاوزُ الحدودَ من خلال ِ تناقِلها عبرَ مواقع ِ التواصل ِ الاجتماعي أو بينَ المُواطنينَ في الأماكن ِ العامةِ بهمش كلمة ٌ يردُّ بِها الفلسطينيُّ على جرائم ِ الاحتلال ِ وغطرستِهِ المتواصلةِ بحقِّهم .