الخميس، 12 يناير 2017
1:44 ص

اصعب قرار وقف الاستيطان وما بعده

 لا أدري إلى متى سنبقى مخدوعين بالنظام المصري بعد ًتكشف سوء مقاصده وانحيازه للعدو الصهيوني حتى لو على حساب وحقوق الشعب لفلسطيني، ويصدق فيه المثل الفلسطيني ( يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب) فبعد تواطؤ السيسي مع نتنياهو وترامب ضد مصالح الشعب الفلسطيني من خلال سحب القرار المتعلق بالاستيطان من التصويت في مجلس الامن فقط بمجرد اتصال من مجرمين نتنياهو وترامب ينكران حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة بمجرم ثالث هو عبد الفتاح السيسي والذي فاق في إجرامه من سبقه في الخيانة انور السادات والذي كان أول من طعن الشعب الفلسطيني بشكل علني بخنجر مسموم في ظهره عندما أقدم على الاعتراف بالكيان الصهيوني بعد زيارته للكنيست.
 الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في الساحة الدولية فهناك من يقدر جهاده وحقوقه ويسانده دون أن يسعى إلى تحقيق مصالح خاصة كما فعل النظام المصري الذي برر جريمته بحجة استكمال المشاورات مع الرباعية العربية والخشية من استخدام حق النقض الفيتو من قبل أمريكا وهو يعلم لو أن (إسرائيل) كانت على يقين أن امريكا ستستخدم حق النقض لما اتصل نتنياهو بالسيسي، ولو كان ترامب على يقين أن اوباما سيستجيب لطلبه باستخدام حق النقض أيضا لما اتصل بالسيسي وطالباه بسحب مشروع القرار المتعلق بإدانة الاستيطان والدعوة لوقفه.
 كان لأربعة دول موقف مشرف في مجلس الامن نصرا للحق الفلسطيني وردا على التخاذل المصري بعرض مشروع القرار للتصويت والذي جرى وتم التصويت بتأييد 14 دولة وامتناع امريكا عن التصويت ، ليمر القرار ويفضح المتخاذلين المتاجرين بالقضية الفلسطينية والذين يبيعون الوهم للفلسطينيين منذ زمن بعيد.
 صدر القرار، نعم ، وإن كان جزءا من حقوق الشعب الفلسطيني، ولكن ماذا بعد صدور القرار؟ هناك كثير من القرارات التي صدرت من الامم المتحدة ومؤسساتها كان مصيرها الارشيف ولم تنفذ، فهل سيتحول هذا القرار إلى الارشيف كغيره أم أنه سيجد طريقة على الارض؟، إذا اكتفينا بالتعبير عن السعادة بالقرار وانتهى الأمر يصبح القرار في الأرشيف؛ ولكن إذا كانت لدينا القناعة بأن ما بعد صدور القرار أصعب من القرار نفسه، وهو بحاجة إلى جهد مضاعف وحراك على مختلف الصعد الاقليمية والدولية من أجل الضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان وفي حالة رفضه تُوقع عليه عقوبات صارمة ومقاطعة وفرض حصار عليه كما تفعل الامم المتحدة مع العديد من الدول التي ترفض تنفيذ قرارات مجلس الامن؟
 (إسرائيل) تعتبر نفسها كيان فوق القانون وهي في سلوكها تخالف كل القوانين والاعراف الدولية ورغم ذلك لم يتخذ بحقها أي موقف يُجرم تمردها وعدم انصياعها للقرارات الدولية ومخالفتها للأعراف والمواثيق الدولية لسبب مهم وهو أن هذه القرارات والقوانين لم تجد من يدفع بها ويفعلها حتى تأخذ مجراها على أرض الواقع .
 يقول البعض أن مصر صوتت مع القرار عندما عرض من الدول الاربعة ( ماليزيا، نيوزيلندا، السنغال ، فنزويلا) ، نعم صوتت، لأنها لو فعلت غير ذلك لعلقت المشنقة على رقبتها وهي أدركت أن القرار سيمر سيمر وأن عدم تصويتها لا تـأثير له على صدور القرار، فكان التصويت لحفظ ماء الوجه.
 أما امتناع أمريكا عن استخدام حق النقض( الفيتو) فهو ليس حبا في الشعب الفلسطيني؛ ولكن درس لـ( إسرائيل) التي تجاوز نتنياهو حدود الأدب في التعامل مع الرئيس الامريكي وتحداه بشكل سافر وتعامل معه باستخفاف ، فكان القرار الامريكي بالامتناع عن التصويت صفعة على وجه نتنياهو وانتقام للذات من قبل اوباما.

0 التعليقات:

إرسال تعليق