الخميس، 12 يناير 2017
2:00 ص

الصراع الديني في فلسطين و متى نهايته

هل بات واضحا لمن ينكرون أن صراعنا مع المحتل اليهودي هو صراع ديني؟  وليس كما يحاول البعض تصوير الامر على أنه صراع سياسي و نزاع على الارض، وما أدل على ذلك هو قانون منع الأذان في القدس وأراضي فلسطين المحتلة من عام 48 الذي اصدرته حكومة الاحتلال وتنتظر موافقة الكنيست عليه حتى يكون ساري المفعول والذي بموجبه سيمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت من المساجد بحجة أن ذلك يشكل إزعاجا للمستوطنين اليهود.
ألا يعد هذا دليلا واضحا لمن يحذرون من حرب دينية نتيجة التصرفات والاجراءات الصهيونية في فلسطين المحتلة، وما جرى ويجري في القدس من حفر للأنفاق وتهويد لكل معالمها ومحاولة إضفاء الطابع اليهودي على المدينة تمهيدا لتهويدها بالكامل وصولا إلى ما يسعى له يهود من هدم للمسجد الاقصى بدعوى أنه بني على انقاض الهيكل المزعوم رغم قرار لجنة التراث العالمي في اليونسكو والتي اكدت أن القدس ومسجدها وفوقها وتحتها هو إسلامي عربي لا وجود لليهود فيه.
 الأمر ليس في القدس وحدها، ولكن من قبل في الخليل، وما يجري من ادعاء باطل حول مقامات بعض الصالحين المسلمين على أنها يهودية تعود ليهود مثل مقام يوسف دويكات في نابلس ومسجد رباح بن بلال في بيت لحم والذي يطلق عليه يهود اسم ( قبة راحيل)، وما حدث من تخريب لمئات المساجد في فلسطين المحتلة والاستيلاء عليها وتحويلها إلى أماكن لهو لليهود ومن بقي منها تمنع إقامة الصلاة فيه و حتى ترميمه.
ما يدور على أرض فلسطين كلها حرب دينية بكل معنى الكلمة ؛ ولكن علمانيي العصر ويسارييه  لا يريدون أن يسموا الاشياء بمسمياتها ويريدون تزوير الحقيقة خدمة لمصالحهم، ولا يريدون أن يظهر الدين في الصراع لأن ذلك يتناقض مع معتقداتهم السياسية ومنطلقاتهم الفكرية ويريدون ان يفصلوا الدين عن السياسة لأنهم يدركون أن الشعب الفلسطيني في غالبيته مؤمن مسلميه ومسيحييه، ولكن لكون أساس معتقداتهم هو فصل الدين عن الدولة والسياسة يصرون على أن الصراع ليس دينيا في اساسه رغم علمهم أن اليهود يرون في فلسطين أنها ارض الميعاد التي وعدهم بها الرب.
 القرار اليهودي بمنع الأذان كشف القناع عن تلك الوجوه التي لا تريد أن تقول الحقيقة بأن الصراع في فلسطين صراع ديني، وأن ما يقوم به يهود هو حرب دينية لا جدال فيها وهي منطلقة من منطلقات تلمودية بحته.
 قرار منع الأذان لن يمر وقد شاهدنا ( بروفه) له في الناصرة من قيام المسيحيين برفع الأذن من على بيوتهم ومن بعض كنائسهم ، وما شاهدناه في عقر دار يهود من رفع الأذن في الكنيست من عضوي الكنيست العرب الطيبي وابو عرار، وما قالته حنين الزعبي عضو الكنيست المسيحية العربية من لا يعجبه الأذان فليعود إلى أوروبا، وما فعله جمهور الكرة في نابلس من رفع الأذان بصورة جماعية في بداية المباراة ونهايتها وما حدث من رفض واستنكار للقرار من جهات كثيرة يدلل على أن هذا القرار لن يمر ولن يوقف الأذان وإن سالت الدماء.
 يبدو أن الصراع الديني في فلسطين وصل إلى مراحلة النهائية وسيحسمه أهل الدين ، لا تستغربوا وتقولوا حال الامة متردي ومنقسم فقد كان حال الامة زمن صلاح الدين أسوء مما هو عليه اليوم فجاء صلاح ووحد الأمة وتمكن من هزيمة الصليبين وتحرير القدس وفلسطين رغم وجود بعض حكام الامارات في ذلك الوقت تعاونوا مع الصليبين ضد صلاح الدين ، كما هو حادث في يومنا هذا من هرولة بعض الزعماء والامراء العرب نحو التطبيع مع يهود، فما أشبه اليوم بالأمس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق