الخميس، 12 يناير 2017
1:48 ص

المقاومة لا تقتصر على جهة معينة ومصادر دعمها متنوعة

 جريمة اغتيال الشهيد محمد الزواري تونسي الجنسية عاشق فلسطين والمقاومة تؤكد للمرة الالف أن هذا العدو المجرم لن يدع سياسة المواجهة عبر الاغتيالات خارج الساحة الفلسطينية، وما هذه الجريمة التي وقعت في مدينة صفاقس التونسية إلا دليلا واضحا على نهج الاحتلال في ملاحقة المقاومة ومن يخدمها ويقدم لها أي مساعدة كبيرة كانت أو صغيرة.
 جريمة الاغتيال هذه للشهيد الزواري لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ولن يرتدع الاحتلال عن الاستمرار في ارتكاب جرائمه مالم يكن هناك ما يردعه؛ لأن هذا العدو لا يرتدع إلا إذا تألم ودفع ثمنا لجرائمه ، والتعامل بالمثل قد يشكل رادعا لهذا العدو الذي لم تحرك جرائمه الدول التي نفذ فيها هذه الجرائم بالتحرك لأتخاد مواقف واضحة وقوية ضد جرائمه لأسباب كثيرة أقلها التواطؤ من قبل هذه الدول، والمساعدة التي تقدمها للمجرم في تنفيذ جريمته، والشواهد كثيرة نذكر منها عملية اغتيال ابو جهاد في تونس، واغتيال المبحوح في الامارات، واغتيال النايف في بلغاريا، ولا يستبعد وجود مؤشرات على مشاركة أطراف فلسطينية في تلك الجرائم.
 توعدت المقاومة الاحتلال كثيرا والتزمت المقاومة بنهجها واستراتيجيتها في أن صراعها هو داخل الساحة الفلسطينية وهذا ما اكدته حماس منذ زمن طويل؛ ولكن هذا الالتزام لم يمنع الاحتلال من تنفيذ جرائمه خارج الساحة الفلسطينية ،الدول التي استخدمت أراضيها لتنفيذ تلك الجرائم لم تفعل شيء، والمقاومة لم ترد بشكل واضح ومعلن أَن هذا العمل هو ردا على اغتيال هنا او اغتيال هناك، وبقي موقف حماس والمقاومة هو الالتزام بالساحة الفلسطينية وعدم نقل المواجهة في الساحات الأخرى رغم تصريح صدر مؤخرا من قبل الجبهة الشعبية يشير إلى إمكانية العودة للعمل في الساحات الخارجية وأن توقف العمل فيها حسب موقف الشعبية كان خاطئا.
 في ظل استمرار الاحتلال بجرائمه واغتيالاته خارج فلسطين المحتلة ، والموقف السلبي للدول التي ينفذ فيها الاحتلال جرائمه لا بد من البحث عن طرق ووسائل في مواجهة جرائم الاحتلال في الساحات الخارجية من أجل ردع الاحتلال وتوصيل رسائل لدول العالم أن غض الطرف من قبل هذه الدول على جرائم الاحتلال الصهيوني وتغطيتها لهذه الجرائم لن يجر عليها إلا المشاكل ويؤدي إلى تحويل أراضيها ساحة للمواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وعلى هذه الدول أن تضع حدا لجرائم الاحتلال على أراضيها.
 أما إذا كان الاحتلال ومن يسانده ويسمح له باستخدام أراضيه كساحة للمواجهة بأن يد المقاومة قصيرة وإمكانياته قليله فهي بهذا الاعتقاد تخطئ التقدير، ولا أُبالغ إذا قلت أن المقاومة قادرة على ذلك، ولديها أذرعها في أنحاء المعمورة ويمكن لها أن تستخدمها ؛ ولكن ما يمنعها هو التزامها بقواعد حددتها لنفسها وهي عدم نقل ساحة الصراع خارج فلسطين ، فهذا الموقف قابل للتغيير والتبديل إذا الامر بقي على حاله، واعتقد أن المجتمع الدولي جرب الامكانيات الفلسطينية في الزمن السابق وهذه الامكانيات اليوم تطورت وسهل الحصول عليها، وعليه على المجتمع الدولي أن لا يدفع بمواقفه المقاومة الفلسطينية لتغيير قواعد اللعبة لأن المسألة ليست صعبة وعلى العالم الحذر.
 اغتيال الشهيد محمد الزواري يعطي دليلا واضحا ليس من اليوم بل من زمن طويل أن المقاومة الفلسطينية لها أنصارها ومؤيدوها ليس في العالم العربي فحسب؛ بل في أنحاء العالم وهناك العديد من الشهداء من غير الفلسطينيين قدموا ارواحهم نصرة للحق الفلسطيني ، وهذه المشاركة من أحد أكبر مهندسي الطيران في العالم العربي لهو دليل على أن القضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين وحدهم، وأن هذا الاغتيال أكد أن الدعم الذي يقدم للمقاومة الفلسطينية ليس مقتصرا على جهة واحدة وأن صناعة طائرات بدون طيار لدى القسام ليس بتقنية إيرانية أو من حزب الله كما روج لذلك الاحتلال وأعوانه.
 رحم الله الشهيد محمد الزواري والذي كان وسام شرف على صدر كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر في هذا العالم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق